24 - في عصر الممالك الأيوبية كانت إيطاليا تتشكل من جمهوريات مستقلة وكانت كل جمهورية منها تقوم في مدينة كبرى، مثل البندقية، بيزا، جنوة، وأمالفي، ولكنها كلها تتبع نمطاً اقتصادياً واحداً، يقوم على التجارة البحرية وقد تمكنوا جميعاً، بفضل الأساطيل المتنوعة الضخمة من أن يحقَّقوا أرباحاً خيالية، وأن تصل هذه المدن إلى مستويات عالية من الثروة.

25 - أدركت الدولة الأيوبية حاجتها لكسب التجار الإيطاليين فلّوحت لهم بالمكاسب وعقدت معهم الاتفاقات على أساس الفائدة المشتركة فتحدوا كلَّ قرارات المنع وكل التزام ديني ونقلوا البضائع من وإلى الموانئ الإسلامية وخاصة موانيء مصر.

26 - كان للملك العادل دور كبير في تشجيع التجارة عبر مصر ففي سنة 608هـ/1211م كان يجتمع في مدينة الإسكندرية وحدها ثلاثة آلاف تاجر من (الفرنج) ما عدا مرافقيهم ومساعديهم، وعمّالهم وبحَّارة سُفُنهم مما شكل حركة تجارة نشطة، كانت الدولة الأيوبية بأمس الحاجة إليها لحاجتها إلى كثير من المواد المجلوبة وللرسوم.

27 - في سنة 597هـ اشتد الغلاء بأرض مصر جداً، فهلك خلق كثير جّداً من الفقراء والأغنياء ثم أعقبه فناء عظيم حتى حكى الشيخ أبو شامة في الذيل أن العادل كفن من ماله في مدة شهر من السنة نحوا من مائتي ألف وعشرين ألف ميَّت وأكلت الكلاب والميتات في هذه السنة بمصر، وأكل من الصَّغار والأطفال خلق كثير يشويه والداه ويأكلانه.

28 - كان البيت السلجوقي في الصراع الداخلي إذا ظفر واحد منهم بأخيه أو ابن عمه أعدمه، وأحسن أحواله أن يعتقله حتى يموت وكان بنو أيوب يتحاربون وتجري بينهم العداوة الشديدة، ثم يجتمع بعضهم ببعض، وربما صعد بعضهم إلى قلاع بعض، ثم بفارقه بعد المقام عنده على حال جميلة والعداوة والمنافرة باقية بحالها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015