22 - أدّت البابوية دوراً مهماً في الحملة الصليبية الخامسة فقد قام البابا إنوسنت الثالث (594هـ -613هـ/1198 - 1216م) بعمل صليبي ضخم وسعى جاهداً طوال مدة جلوسه على البابوية أن يفرض سيطرته على الممالك النصرانية في أوروبا يوجَّهها وفق المصلحة النصرانية العامة، وقد نجح في ذلك إلى حد كبير لدرجة أنه أصبح سيداً على كل ربوع أوروبا تقريباً، كما أن انتصار النصارى على المسلمين في موقعة (609هـ/1212م) في أسبانيا شجعه على الدعوة للحملة الصليبية الخامسة، فأراد أن يتبع هذا الانتصار في الغرب آخر في الشرق، ورحبت المدن الإيطالية التجارية بدعوة البابا نظراً لما يعود عليها من منافع تجارية على الرغم من أن العادل منح هذه الجمهوريات بعض الامتيازات في بعض الموانئ وهناك عامل اجتماعي آخر أدَّى دوراً بارزاً في الاستجابة للدعوة البابوية، ذلك أن الحملات الصليبية كانت متنفساً للعامة في أوروبا ووسيلة للتخلص من الظلم الاجتماعي، ومن دفع الديون وفوائدها، فضلاً عن البحث عن مناخ أفضل للحياة، بالإضافة إلى التكفير عن خطاياهم للقيام بالحملة المنتظرة.
23 - شجع العلماء والفقهاء أولى الأمر على التصدي للصليبيين ونزلوا إلى ميدان الجهاد مقاتلين في سبيل الله، خالعين العمائم متزينين بزي الجند، حاملين السلاح دفاعاً عن الإسلام والمسلمين فكان في مقدمتهم الفقية شهاب الدين بن البلاعي الذي كان أحد الجنود المقاتلين في صد الضربات العنيفة التي وجهها الصليبيون بغتة ضد مدينة حماة عام 601هـ/1204هـ ناقضين الهدنة المنعقدة بينهم وبين صاحب حماة في العام الماضي.