9 - ساهم الصراع بين الأسرة الأيوبية على أضعاف تنفيذ مشروع الدولة النورية ودولة صلاح الدين في تحرير بلاد الشام من الوجود الصليبي وحاول الصليبيون الاستفادة من الصراع في البيت الأيوبي، وبالمقابل لم تخل هذه الفترة من ردود أيوبية على اعتداءات الصليبيين التي كانت تزج بهم البابوية إلى ساحات الشرق الإسلامي بهدف إعادة السيطرة الصليبية على بيت المقدس.
10 - حرص الصليبيون على إبقاء الروح الصليبية فاعلة على الساحة الأوروبية، وقد تمثل ذلك بنجاحهم في العمل على جعل الغرب الأوروبي يرسل حملات صليبية جديدة.
11 - عملت القوى الصليبية في هذه الفترة على تركيز جهودها على الجبهة المصرية، استمراراً للاستراتيجية الصليبية التي بدأت تتبلور بعد هزائمهم منذ أيام صلاح الدين، هذه الاستراتيجية التي ترى ضرورة السيطرة على مصر، بما يشكل للصليبيين ضماناً لاستمرار وجودهم في بلاد الشام.
12 - كان الصراع محتدماً بين الشرق البيزنطي والغرب اللاتيني، بل كانت بينهم فجوة حضارية كبيرة وظل البيزنطيون ينظرون إلى الغرب الأوروبي نظرة ازدراء واحتقار لقد شعروا بأنهم خلفاء الرومان وحتى الإمبراطور الروماني، ولم تكن بيزنطة تعترف بوجود إمبراطور آخر في الغرب الأوروبي ومعنى ذلك أن كلا من الجانبين افتقد القدرة على الاعتراف بالآخر وهذه زاوية محورية من أجل فهم أبعاد الصدام الذي حدث عام 1204م/602هـ ولم تكن الهوّة الحضارية هي كل ما في الأمر، بل إن الصراع العقائدي، لعب دوراً بارزاً هو الآخر، من أجل تعميق التباعد بين الجانبين.