6 - إن حوادث الخلاف والمنازعات الداخلية بين أبناء البيت الأيوبي - حول تقسيم التركة التي خلفها صلاح الدين تملأ معظم تاريخ الدولة الأيوبية، ويرجع ذلك إلى تطبيق مبدأ اعتبار المملكة إرثا خاصاً بتقسيم أنصبة متساوية وغير متساوية " بين أبناء البيت المالك، كما يرجع إلى صلاح الدين نفسه الذي فضل أبناءه وأثرهم على أخيه العادل على الرغم من أنه أقدر القادرين على امتلاك ناصية الدولة بعده، فبينما حرص صلاح الدين على أن تكون أهم أقاليم المملكة لأبنائه، عين أخاه العادل على أطراف مبعثرة مثل الكرك والشوبك، على أن عوامل الانقسام ما لبثت أن دبت بين أبناء صلاح الدين أنفسهم.

7 - انتهز الملك العادل الفرصة ورأى أن يجمع هذا الشتات تحت إمرته، فلم يتردد في فرض سلطانه على مصر إلى جانب أملاكه في الشام، وهكذا لم يمضي على وفاة صلاح الدين سوى سبع سنوات حتى طوى العادل معظم أولئك الأبناء، فحل محلهم في دولة موحدة، وقد سلك العادل في سبيل تحقيق هذا الهدف الطرق المشروعة وغير المشروعة، ولم يترك وسيلة إلا اتخذها، ما دامت توصله إلى مأربه وتظهر لنا سياسته بوضوح في تصريحه الخطير الذي ألقاه على من حوله من أمراء الدولة الأيوبية بمصر، مبرراً خلعه الملك منصور بن العزيز صلاح الدين: إنه قبيح بي أن أكون أتابك صبي مع الشيوخة والتقدم والملك ليس هو بالإرث وإنما هو لمن غلب.

8 - كان ملوك بني أيوب يقومون بكل واجباتهم المعنوية تجاه منصب الخليفة وكان ملوك بني أيوب يُجدَّدون الولاء للخلفاء العباسيين عبر أداء قسم الولاء أو ما كان يعرف بالتحليف، ولم تنقطع الرسل بين ملوك بني أيوب وبين ديوان الخلافة، فكان يندر أن يخلو عام من رسل تتردَّد برسائل وغيرها أيام الدولة الأيوبية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015