وأمام هذا السخاء العجيب ثار الرأي العام الإسلامي في مصر والشام على الصالح إسماعيل، حتى إن حاميات بعض القلاع رفضت إطاعة الأوامر الصادرة إليها من الصالح إسماعيل، فسار هو بنفسه ليؤدب تلك الحاميات ويسلم الحصون للصليبيين في تلك الأثناء أسرع الصليبيون إلى تسلم بيت المقدس، وأعادوا تعمير قلعتي طبرية، وعسقلان، ثم رابطو بعد ذلك بين يافا وعسقلان استعداداً للخطوة التالية. وهنا وعدهم الصالح إسماعيل بأنه إذا ملك مصر أعطاهم جزءاً منها، فسال لعابهم لذلك واتجهوا صوب غزة عازمين على غزو مصر (?) وسار الصالح إسماعيل صاحب دمشق والملك المنصور إبراهيم الأيوبي صاحب حمص على رأس جيوشهما في مهمة غزو مصر (?). ولكن قادة القوات الشامية رفضوا طعن إخوانهم المصريين، فما كادوا يلتقون بجيش الملك الصالح أيوب قرب غزة حتى تخلوا عن الصالح إسماعيل والمنصور إبراهيم وساقت عساكر الشام إلى عساكر مصر طائعة ومالوا جميعاً على الفرنج فهزموهم، وأسروا منهم خلقاً لا يحصون (?)، بحيث أطلق على هذه المعركة اسم حطين الصغرى وقد استولى جيش الملك الصالح أيوب على أثرها على مدينة غزة في حين انسحب فلولا الإفرنج إلى عسقلان حيث عقدت صلحاً مع الملك الصالح أيوب الذي قبل ذلك بهدف القضاء على التحالف بين الصالح إسماعيل والصليبيين، وكان من شروط الصلح إطلاق الصالح أيوب سراح الأسرى الذين يسقطوا في يده مقابل التزام الصليبيين الجياد، غير أن الراوية والنبلاء الصليبيين ظلوا على عهدهم في المحافظة على المعاهدة مع دمشق ومقاومة الغزو المصري (?)