ثانياً: الأيوبيون بالشام يستعينون بالصليبيين: ما كاد الصالح أيوب يتولى ملك مصر حتى أبدى أمراء الأيوبية في الشام استياءهم ورفضوا الخضوع لسلطانه، وكان أشدهم تصلباً عمه إسماعيل صاحب دمشق، الذي اتفق مع الملك المنصور صاحب حمص أن يكونوا حلفاً ضد نجم الدين، ومدوا يدهم إلى الصليبيين وطلبوا مخالفتهم ضد سلطان مصر والناصر داود في الأردن، وفي مقابل ذلك تعهدوا بإعطاء الصليبيين مدينة القدس وإعادة مملكة الصليبيين على ما كانت عليه قديماً بما فيها الأردن ولكي يبرهن صاحب دمشق على صدق نيته تجاه الصليبيين بادر فوراً بتسليم القدس وطبرية وعسقلان، فضلاً عن قلعة الشقيف وأرنون وأعمالها، وقلعة صفد وبلادها ومناصفة صيداً وطبريكة وأعمالهم وجبل عاملة وسائر بلاد الساحل (?).