فاعتقله عنده سبعة أشهر، وأرسل العادل من مصر إلى الناصر يطلب منه أخاه الصالح أيوب، ويُعطيه مائة ألف دينار، فما أجابه إلى ذلك، بل عكس ما طلب منه بإخراج الصالح من سجنه والإفراج عنه وإطلاقه مع الجيش يركب وينزل فعند ذلك حاربت الملوك من دمشق ومصر وغيرهما الناصر داود، وبرز العادل من الديار المصرية بُلبُيس قاصداً قتال الناصر داود، فاضطرب الجيش عليه، واختلف الأمراء، وقيَّدوا العادل واعتقلوه في خَرْكاه وأرسلوا إلى الصالح أيوب يستدعونه إليهم فامتنع الناصر داود من إرساله حتى اشترط عليه أن يأخذ له دمشق وحمص وحلب وبلاد الجزيرة وديار بكر ونصف مملكة مصر ونصف ما في الخزائن من الحواصل والأموال والجواهر قال الصالح أيوب،: فأجبتُ إلى ذلك مُكرها؟ ولا يقدر على جميع ما اشترط عليَّ ملوك الأرض وسرنا فأخذته معي خوفاً أن يكون هذا الكتاب من المصريين مكيدة، ولم يكن لي به حاجة وذكر أنه كان يسكر ويخبط الأمور ويخالف الآراء السَّديدة، فلما وصل الصالح إلى المصريين ملكَّوه عليهم، ودخل الديار المصرية سالماً مؤيداً منصوراً مظفَّرا، محبوراً، مسروراً، فأرسل إلى الناصر داود عشرين ألف دينار، فردّها عليه ولم يقبلها منه، واستقر ملكه بمصر، وأما الجواد فإنه أساء السَّيرة في سنجار، وصادر أهلها وعسفهم وكاتبوا بدر الدين لؤلؤاً صاحب الموصل فقصدهم - وقد خرج الجوادُ للصيد - فأخذ البلد بغير شيء وصار الجواد إلى عانه، ثم باعها للخليفة بعد ذلك (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015