وكانت أولاد الملك الكامل الذكور ثلاثة: الملك المسعود صلاح الدين يوسف صاحب اليمن، وتوفي في حياة أبيه وقد ذكرنا أخباره، والملك العادل سيف الدين أبو بكر، وولي الملك بعده، والملك الصالح نجم الدين أيوب، وولي بعد الملك العادل على ما سنذكره بإذن الله وأكبرهم الملك المسعود وأصغرهم الملك العادل وكان له عدة بنات ودفن بالقلعة (?) في دمشق وكان ينشد في مرضه كثيراً.
يا خليليَّ خبَّراني بصدق ... كيف طعم الكَرى فإني عليل
وقال ابن الأهدل: وللكامل هفوة جرت منه - عفا الله عنه - وذلك أنه سلمَّ مرة بيت المقدس إلى الفرنج اختياراً نعوذ بالله من سخط الله وموالاة أعداء الله (?).
الفصل الثالث
عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب
هو السلطان الكبير الملك الصالح نجم الدين أبو الفتوح أيوب ابن السلطان الملك الكامل ابن العادل، وأمه جارية سوداء أسمها ورد المُنى مولده سنة ثلاث وست مئة بالقاهرة وناب عن أبيه لما جاء لحصار الناصر داود، فلما رجع انتقده أبوه على أشياء، ومال عنه إلى ولده الآخر العادل، فلما استولى الكامل على آمد وحصن كيفا وسنجار سلطن نجم الدين، وجعله على هذه البلاد، فبقي بها إلى أن جاء وتملك دمشق (?).