وممّا ذكره الجويني عنه أنه قدّم له بعض الفلاَّحين بالصيد ثلاث بطيخات، فلم يتفق أن عند جنكزخان أحداً من الخزندارية فقال لزوجته خاتون: أعطيه هذين القرطين اللذين في أذُنيك وكان فيهما جوهرتان نفيستان جداَّ فشحَّت المرأة بهما وقالت: انظر إلى غيره فإن هذا لا يدري ما هما فقال لها: ادفعيهما إليه فإنهما لا يبيتان هذه الليلة إلا عندك، وهذا الرجل لا يمكننا أن ندعه يذهب عنا مُقلقل الخاطر، وربما لا يحصل له شيء بعد هذا، وإن هذين لا يمكن أن أحداً إذا اشتراهما إلا جاء بهما إليك، فانتزعتهما فدفعتهما إلى الفلاَّح، فطار عقله بهما، وذهب بهما، فباعهما لبعض التُّجار بألف دينار ولم يعرف قِمتها، فحملها التاجرُ إلى الملك، فردّهما على زوجته ثم أنشد الجويني عند ذلك.
ومن قال إن البحر والقطر أشِبها ... نَدَاه فقد أثنى على البحر والقطر