13 - ليس هنا مقام عرض كافة الآراء التي أوردها قطاع بارز من المؤرخين المسلمين المحدثين بشأن اتفاقية يافا، وأكتفى هنا إلى جانب ما أوردته من قبل عن رأى العلامة سعيد عاشور من قبل - بأن أذكر (?) ما أورده المؤرخان أحمد رمضان وقاسم عبده وهما من المختصين في عالم الحروب الصليبية يقول أحمد رمضان عاشور: فرط الكامل وبدون قتال ولا هزيمة ودون إراقة قطرة دم واحدة في مناطق لا يحق له أن يدعي أنها ملكاً له بل هي ملكاً للمسلمين جميعاً أراقوا فيها دماءهم تحت راية عمه صلاح الدين الأيوبي في حطين وبعدها في معارك يشهد الله على عنفها وضروراتها ومهما أدعى الكامل من أسباب دعته إلى قبول الصلح في يافا سنة 1229م إلا أنها أسباباً شخصية لا علاقة لها بالإسلام والمسلمين وبدل أن يرفع راية الجهاد بعد صلاح الدين يأتي برفع راية الاستسلام في قبوله هذه المعاهدة (?).

وأما قاسم عبده قاسم، فأورد مانصه: أما العالم الإسلامي فقد رأى - بحق أن الهدنة التي عقدها الكامل الأيوبي كارثة حقيقية، وكان رد الفعل الشعبي عنيفاً ضد السلطان الذي بعث سفراءه إلى كل مكان لتبرير فعلته، وقد علق ابن الأثير على ذلك بقوله: واستعظم المسلمون ذلك وأكبروه، ووجدوا له من الوهن والتألم ما لا يمكن وصفه، يسر الله، فتحه وعوده إلى المسلمين بمنه وكرمه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015