12 - في الواقع أتصور أن المؤرخين الأوروبيين من متى الباريسي حتى كانتروتز، لهم تصوراتهم في تقويم فردريك الثاني على أنه أعجوبة العالم وأنه سبق عصره، ولديهم مبرراتهم من وجهة نظرهم في ذلك التقويم، أما الكامل الأيوبي، فلم يكن سابقاً على عصره في شيء، بل كان متخلفاً بمراحل عن ذلك العصر بدليل ظاهرة "النكوص" التي ظهرت بجلاء في اتفاقية 1229م/627هـ وفي حالة كونه سابقاً لعصره بالفعل لأقدم على ما فيه صالح أمته، وهو أمر كان يتأتى بالحفاظ على ما حققه الجيل الأيوبي الأول والتقويم الختامي لذلك السلطان أنه كان محباً للعلم والعلماء (?)، وضل طريق العلم واتجه إلى عالم السياسة، ولم يكن بالسياسي الداهية، أو الحصيف، كما لم يكن بالعسكري القدير إلا في أضيق نطاق، أما وصف ابن واصل له بأنه خافته ملوك الأرض قاطبةً (?)، فهو من قبيل الدعاية السياسية الخرقاء، والمتصور أنه اقتحم عالم السياسية ولم تكن له مؤهلات لذلك وقد ظهر ذلك جلياً خاصة عندما تعامل مع أحد كبار عصره في أوروبا في صورة فردريك الثاني (?).