في سنة 608هـ كانت فتنة عظيمة بمكة وسببها أن باطنياً وثب على قريب للشريف أبي عزيز قتادة - صاحب مكة - فقتله وكانت أم الكيا حسن - صاحب الألموت - قد قدمت حاجة مع الحاج العراقي، فركب الشريف، أبو عزيز في الأشراف والعربان وقصد الحاج العراقي فنهبهم نهباً ذريعاً ورموهم بالحجارة والنبل، فانتقل الحاج العراقي إلى الحاج الشامي واستجاروا بهم وكان في الحاج الشامي ربيعة خاتون بنت أيوب أخت الملك العادل "زوجة مظفر الدين صاحب إربل"، فأجارت الحاج العراقي ومنعت أبا عزيز منهم ولولا إجارتها لهم لاستؤصلوا عن آخرهم وذلك بعد أن نهب من الحاج العراقي من الأحمال والجمال مالاً يمكن وصفة (?)، ثم لما أرادوا دخول مكة منُعوا منها، فما زالت ربيعة خاتون بأمير، مكة حتى أذن لهم، فدخلوا وقضوا حجهم (?)، وفي هذه السنة أظهر الكيا جلال الدين حسن - إمام الباطنية صاحب الألموت - شعائر الإسلام، وأمر رعيته بالصلوات والحج وصيام رمضان، وإقامة وظائف الشريعة (?) وكتب إلى الخليفة والملوك يعلمهم ذلك، وبعث والدته إلى مكة لتحج، فحجت، كما ذكرنا، وأكرمت ببغداد لما دخلتها إكراماً عظيماً، وبعث جلال الدين حسن إلى الحصون التي لهم بالشام يلزمهم أن يفعلوا نظير ما فعله ببلاد العجم، فأعلنوا بالأذان والإقامة الجمع وأظهروا أنهم قد التزموا بمذهب الشافعي رحمه الله (?) وهناك من الباحثين من يشكُّ بما فعله جلال الدَّين حسن، ويعُّد إعلانه العودة إلى الإسلام ما هو إلا تظاهر ويوجد من يعتقد بصدق ما قام به جلال الدين، وكلا الطرفين يقدَّرون أسباباً لتحول جلال الدين عن تعاليم القيامة منها.