وقال الضياء: أعرف وأنا صغير أن جميع من كان في الجبل يتعلمَّ القرآن كان يقرأ على العِماد، وختم عليه جماعة وكان يبعث بالنَّفقة سراً إلى الناس، ويأخذ بقلب الطالب، وله بشر دائم (?).
قال الضياء توفى: العماد رحمه الله عليه ليلة الخميس سابع ذي عشر ذي القعدة سنة أربع عشرة وست مئة عشاء الآخرة فجأة وكان صَلىَّ بالمغرب بالجامع وكان صائماً، فذهب إلى البيت وأفطر على شيء يسير، ولما أخُرجت جنازته اجتمع خلقٌ فما رأيت الجامع إلا كأنهَّ يوم الجمعة من كثرة الخلق وكان الوالي يطرد الخَلق عنه، وازدحموا حتى كاد بعض الناس أن يَهلك، وما رأيت جنازة قط أكثر خلْقاً منها وحُكي عنه أنه لما جاءه الموت جعل يقول: يا حيُّ يا قيوم لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث، واستقبل القبلة وتشهد (?).
كان البيت السلجوقي في الصراع الداخلي إذا ظفر واحد منهم بأخيه أو ابن عمه أعدمه، وأحسن أحواله أن يعتقله حتى يموت وكان بنو أيوب يتحاربون، وتجري بينهم العداوة الشديدة، ثم يجتمع بعضهم ببعض، وربما صعد بعضهم إلى قلاع بعض، ثم يفارقه بعد المقام عنده على حال جميلة، والعداوة والمنافرة باقية بحالها (?).