2ـ روى أبو زيد عمر بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل، فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل، فصلى، ثم صعد، فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا (?).
فهذه أدلة صحيحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أمته بكل ما هو كائن إلى قيام الساعة فيما يخصهم، ولا شك أن أشراط الساعة كثيرة جداً، ورويت بألفاظ مختلفة لكثرة من نقلها من الصحابة رضي الله عنهم (?).
غيب لا يعلمه إلآ الله تعالى، كما دلت على ذلك الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، فإن علم الساعة مما استأثر الله به، فلم يطلع عليه ملك مقرباً ولا نبياً مرسلاً، قال تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ" (الأعراف، آية: 187). فالله تعالى يأمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يخبر الناس أن علم الساعة عند الله وحده فهو الذي يعلم جليّة أمرها، لا يعلم ذلك أحد من أهل السماوات والأرض (?).
ــ وقال تعالى:" يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ
لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا" (الأحزاب، آية: 63).
ــ وقال تعالى:" يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا* فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا" (النازعات، آية: 42، 44).