4ـ أرواح العصاة: سبق وأن ذكرت بعض النصوص التي تبين ما يلاقيه العصاة من العذاب، فمن ذلك أن الذي يكذب الكذبة تبلغ الآفاق يعذب بكلوب من حديد يدخل في شدقه حتى يبلغ قفاه، والذي نام عن الصلاة المكتوبة يشدخ رأسه بصخرة، والزناة والزواني يعذبون في ثقب مثل التنور ضيق أعلاه وأسفله واسع، توقد النار تحته، والمرابي يسبح في بحر من الدم، وعلى الشط من يلقمه الحجارة (?)، وقد ذكرنا الأحاديث التي تتحدث عن عذاب الذي لم يكن يستنزه من بوله والذي يمشي بالنميمة بين الناس، والذي غلّ من الغنيمة ونحو ذلك.
5ـ أرواح الكفار: في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما وصف حال المؤمن إلى أن يبلغ مستقره في الجنة، ذكر حال الكافر، وما يلاقيه عند النزع وبعد أن تقبض روحه، تخرج منه، كأنتن ريح، حتى يأتون به باب الأرض، فيقولون: ما أنتن هذه الريح حتى يأتون به أرواح الكفار (?).
الفصل الثاني
علامات الساعة الصغرى والكبرى والنفخ في الصور
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما يكون إلى قيام الساعة وذلك مما اطلعه الله عليه من الغيوب المستقبلية، والأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً، حتى بلغت التواتر المعنوي (?)، فمنها:
1ـ ما رواه حذيفة رضي الله عنه قال: لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه وجهله من جهله، إن كنت لأرى الشيء قد نسيته، فأعرفه، كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه (?).