وقوله تعالى:" حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ*لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" (المؤمنون، آية: 99 ـ 100).
وفي المبحث الثاني: كان الحديث عن الموت وحقيقته وأهمية تذكره في حياة الإنسان، للابتعاد عن المعاصي، وتليين القلب القاسي وتهوين المصائب، فمن أكثر من ذكر الموت قل فرحه، وقل حسده واستعد للرحيل.
قال الشاعر:
مشيناها خطا كتبت علينا ... ومن كتبت عليه خطا مشاها
وأرزاق لنا متفرقات ... فمن لم تأته منا أتاها
ومن كتبت منيته بأرض ... فليس يمون في أرض سواها
وقال آخر:
هب الدنيا تساق إليك عفوا ... أليس مصير ذاك إلى انتقال
وما دنياك إلا مثل فيء ... أظلك ثم آذن بالزوال
ويجد القاريء الكريم بيان الحكمة من الموت وأن ساعة الموت أخطر لحظة في عمر الإنسان، فتزداد حسرة الميت ومصيبته وفجيعته حين يكون منكراً للحياة الآخرة، أو مغرور بمسلكه المضاد لدين الله، أو القائم على البدع والخرافات التي أبعدته عن الإيمان الصحيح والطريق السوي الموافق للكتاب والسنة.
وأشرت إلى أسباب حسن الخاتمة، كأقامة التوحيد لله عز وجل، والاستقامة، والتقوى، والصدق، والتوبة والدعاء، وقصر الأمل والتفكر في حقارة الدنيا والإكثار من ذكر الموت، وغلبة الرجاء وحسن الظن بالله، والبعد عن أسباب سوء الخاتمة، كما بينت أسباب سوء الخاتمة كالشك والجحود، والتعبد بالبدع وتسويف التوبة وعدم الاستقامة، وتعلق القلب بغير الله وسوء الظن بالله، والإصرار على الذنوب والمعاصي ونسيان الآخرة وعدم ذكر الموت والظلم.