فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ" (الطور، آية: 22 ـ 23) وقال:"وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ" فخمر الدنيا (?)، طعمها غير لذيذ، وتحدث لمن شربها صداع، ويذهب بعقله ويكثر عندها اللغو واللغط بل لا تحلو إلاَّ بكثرة اللغو وتوقع الإنسان في الآثام العظام من دخول تحت اللعنة وارتكاب للمحظورات فلا يمتنع عن شيء منها وكيف يمتنع وهو لا عقل له؟ فهذه خمسة منغصات لخمر الدنيا نفاها الله عن خمر الآخرة، فالطعم لذة للشاربين، وهم لا يصدعون عنها، ولا ينزفون أي لا تذهب عقولهم، ولا لغو عندها، ولا إثم فيها (?).

وقال تعالى:" يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ*بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ*لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ" (الصافات، آية: 45 ـ 47).

وهذه الكأس من خمر الجنة، والمعين: الجاري الكثير، ولون هذه الخمر بيضاء أي حسنة المنظر وهي ذات "لَذَّةٍ"، والغول صداع في الرأس وقيل وجع في البطن، وهي ليس فيها هذا ولا هذا "يُنزَفُونَ" أي لا يسكرون منها (?)، فلا تذهب عقولهم وتبقى لذاتها والخمر هي المقصود بقوله تعالى:"رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ" قال تعالى:"يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ*خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ*وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ"، والرحيق هي الخمر الصافية، ومن لذة الخمر أنها تختم بالمسك (?)، ولعل أعظم منغصات خمر الدنيا أن من شربه في الدنيا لم يشربه في الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: "من شربه في الدنيا لم يشربه في الآخرة، قال صلى اله عليه وسلم: "من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة إلا أن يتوب (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015