أخبر سبحانه عن مزاج شرابهم بشيئين: بالكافور في أول السورة، والزنجبيل في آخرها، فإن في الكافور من البرد وطيب الرائحة وفي الزنجبيل من الحرارة وطيب الراحة ما يحدث لهم باجتماع الشرابين ومجيء أحدهما على أثر الآخر حالة أخرى أكمل وأطيب وألذ من كل منهما بانفراده ويعدّل كيفية كل منهما بكيفية الآخر، وما ألطف موضع ذكر الكافور في أول السورة والزنجبيل في آخرها، فإن شرابهم مزج أولا بالكافور وفيه من البرد ما يجييء الزنجبيل بعده فيعدله والظاهر أن الكأس الثانية غير الأولى وأنهما نوعان. لذيذان من الشراب أحدهما مزج بكافور، والثاني مزج بزنجبيل (?).

- ــ التسنيم:

قال تعالى:" يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ*خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ*وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ*عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ" (المطففين، آية: 25 ـ 28)، قال ابن عباس: تسنيم أشرف شراب أهل الجنة وهو صرف للمقربين ويمزج لأصحاب اليمين (?).

- ــ الخمر:

تكلم الله تعالى عن خمر الجنة في غير ما آية ونفى عنه جميع آفات خمر الدنيا، قال تعالى:" بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ*لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ" (الواقعة، آية: 18 ـ 19) وقال:" وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ*يَتَنَازَعُونَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015