وقال في الأوليين: "ذَوَاتَا أَفْنَانٍ" (الرحمن، آية: 48)، وفي الأخريين: "مُدْهَامَّتَانِ" (الرحمن، آية: 64) أي خضروات كأنهما من شدة خضرتهما سوداوان، ووصف الأوليين بكثرة الأغصان والأخريين بالخضرة وحدها (?).

وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم درجات الجنة فقال صلى الله عليه وسلم: "إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءَون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قالوا: بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين (?).

وأعلى درجات الجنة هي الفردوس الأعلى، وقد ذكرها الله سبحانه في كتابه في قوله تعالى: "أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (المؤمنون، آية: 10 ـ 11)، وبين الرسول صلى الله عليه وسلم منزلة هذه الدرجة، فقال صلى الله عليه وسلم: من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة، وصام رمضان كان حقاً على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها، فقالوا: يا رسول الله أفلا نبشر الناس؟ قال: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة قال راوي الحديث أبو هريرة رضي الله عنه: فوق عرش الرحمن ومنه تضج أنهار الجنة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015