والمقصود بـ"أوسط الجنة" أي عرضاً و"أعلى الجنة" أي طولاً، فهذا يدل أن الفردوس على مثل الربوة أو القبة، ويدل أن الجنة مقببة (?). قال ابن كثير: ولا تكون هذه الصفة إلا في المقبب، فإن أعلى القبة هو أوسطها، فالجنة والله أعلم كذلك (?).

وأعلى درجات الفردوس هي الوسيلة، وهي منزلة لشخص واحد فقط هو نبينا صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقالوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الوسيلة حلت له الشفاعة (?).

5 ـ أنهار الجنة:

قال تعالى: " وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ" (البقرة، آية: 25).

ــ وقال تعالى: " أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ" (الكهف، آية: 31).

وأنهار الجنة ليست ماء فحسب، بل منها الماء، ومنها اللبن ومنها الخمر، ومنها العسل المصفى، قال تعالى:" مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ...... " (محمد، آية: 15).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015