5ـ وقال تعالى:" وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ" (ق، آية: 19)، سكرة الموت: شدته، وقوله" سَكْرَةُ الْمَوْتِ" سكرة الميت التي تدل الإنسان على أنه ميت (?) وهذه السكرة والشدة لا يسلم منها أحد، ولو سلم منها أحد لسلم منها نبينا صلى الله عليه وسلم. عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول: لا إله إلا الله إن للموت سكرات، ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده (?).

إن الإنسان إذا اقترب أجله فإن الروح ترتقي إلى أعلى الجسم عند النحر حتى تخرج من جسده، وهذا الخروج للروح ليس بالأمر الهين ـ حتى للمؤمن ـ بل له سكرات وغمرات ومشقات، ثم تنتزع الملائكة الروح وهذا النزع يختلف شدة ويسراً بحسب إيمان الرجل (?).

خامساً: خروج روح المؤمن واحتضاره:

1ـ قال تعالى:" أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون* الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (يونس، آية: 62، 64).

وفي قوله تعالى:" لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ" قولين:

الأول: الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015