والثاني: المراد بذلك بشرى الملائكة للمؤمن عند احتضاره بالجنة والمغفرة ويدل على هذا حديث البراء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن إذا حضره الموت جاءه ملائكة بيض الوجوه بيض الثياب، فقالوا: اخرجي أيتها الروح الطيبة إلى روح وريحان ورب غير غضبان، فتخرج من فمه كما تسيل القطرة من فم السقاء (?).
وكلا المعنيين صحيح ولا تعارض بين هذين التفسيرين (?).
2ـ قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ" (فصلت، آية: 30، 31). وفي قوله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ" أي: أخلصوا لله، وقوله:" ثُمَّ اسْتَقَامُوا" أي: على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباعه (?).