2ـ الأمانة والرحم على جنبتي الصراط: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وتُرسل الأمانة والرحم، فتقومان على جنبتي الصراط يميناً وشمالاً، فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت: بأبي وأمي، أي شيء كالبرق، قال: ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمرّ الريح، ثم كمرّ الطير وشدّ الرحال، تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب، سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً، قال: وعلى حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج، ومكدوس في النار (?).

ويا له من موقف يشيب لهوله الولدان.

ها هي الأمانة على الصراط لتقول لكل خائن يمر عليها: أين الأمانة التي ضيعتها؟ .. أين أمانة الطاعة،؟ .. أين أمانة الزوجة والأولاد؟ أين أمانة الأموال التي سرقتها؟ أين أمانة الشهادة لهذا الدين؟ أين الأمانات التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها وحملتها أنت الإنسان، بل ها هي الرحم تتعلق على الصراط لتقول لكل من قطعها: أين صلة الرحم التي قطعتها في الدنيا؟ وماذا ستصنع اليوم أمام تلك الأهوال (?)؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذبك من القطيعة، قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى قال: فذلك لك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقرءوا إن شئتم:" فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ" (محمد، آية:22، 23) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015