وقال صلى الله عليه وسلم:" ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم، والخيانة والكذب وإن أعجل الطاعة ثواباً لصلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة، فتنموا أموالهم، ويكثر عددهم، إذا تواصلوا (?).
3ـ تهذيب المؤمنين وتنقيتهم قبل دخولهم الجنة: بعد أن يجتاز المؤمنون الصراط يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار، ثم يهذبون وينقّون، وذلك بأن يقتص لبعضهم من بعض إذا كانت بينهم مظالم في الحياة الدنيا، حتى إذا دخلوا الجنة كانوا أطهاراً أبراراً، ليس لأحد عند الآخر مظلمة ولا يطلب بعضهم بعضاً بشئء من غل وبغض، قال تعالى:" وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ" (الأعراف، آية: 43).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيُقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذّبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزلة في الجنة منه بمنزلة كان في الدنيا" (?).
ثم الناس بعد تجاوز قناطر الصراط على نوعين: نوع تساوت حسناتهم وسيئاتهم فهؤلاء أهل الأعراف وهو سور بين النار والجنة (?)، قال تعالى:" وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ" (الأعراف، آية: 46). ونوع رجحت حسناتهم سيئاتهم هم أهل الجنة.
إن الصراط جسر ممدود على متن جهنم، أحد من السيف وأدق من الشعر، يمر عليه جميع الخلائق، وهم جوازه متفاوتون (?).