وقد دلت السنة المطهرة على أن الميزان ميزان حقيقي، لا يقدر قدره إلا الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: يوضع الميزان يوم القيامة، فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة: يا رب لمن يزن هذا؟ فيقول الله تعالى: لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة: من تجيز على هذا؟ فيقول: من شئت من خلقي، فيقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك (?).
1ـ دقة الميزان: قال تعالى:" وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ" (الأنبياء، آية: 47).
يخبر تعالى في هذه الآية عن القضاء العادل يوم القيامة بأنه يوازن بين أعمال العباد موازنة دقيقة فيحاسب كلا على أعماله، ووصف الله تعالى الموازين بالقسط، لأن الميزان قد يكون مستقيماً وقد يكون بخلافة، فبين أن تلك الموازين تجري على حد العدل والقسط، وأكد ذلك بقوله:" فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا".
وقد صور القرآن الكريم دقة الموازنة بصورة حسية من مألوف الناس، قال تعالى:"وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ" (الأعراف، آية: 8، 9).