كما صور الحديث النبوي ذلك الميزان الدقيق العادل بصورة حسية قال صلى الله عليه وسلم: توضع الموازين يوم القيامة فيؤتى بالرجل فيوضع في كفّة، فيوضع ما أحصى عليه، فتمايل به الميزان، قال: فيبعث به إلى النار، قال: فإذا أُدبر به، إذا صائح يصيح من عند الرحمن يقول: لا تعجلوا لا تعجلوا، فإنه قد بقي له، فيؤتى ببطاقة فيها، لا إله إلا الله، فتوضع مع الرجل في كفة، حتى يميل به الميزان (?).
2ـ المؤمنون هم المفلحون: ذكر الله سبحانه في القرآن الكريم أن من ثقلت موازينه بأن رجحت من موازين أعماله بالإيمان وكثرة الحسنات، فأولئك هم الفائزون بالجنة الناجحون من العذاب، فالمؤمنون على تفاوت درجاتهم في الأعمال هم المفلحون، وإن عذبوا على بعض ذنوبهم بمقدارها (?).
وفي ذلك يقول الله في آيات كثيرة منها:
ـ قال تعالى: "فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ * فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ" (المؤمنون، آية: 101 ـ 104).
ـ قال تعالى: " فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ" (القارعة، آية: 6 ـ 7).
3 ـ الأعمال التي تثقل في الميزان:
إن كل أعمال البر والطاعة تثقل في الميزان، وتجعل كفة الحسنات راجحة على كفة السيئات، ولكن هناك أشياء تجعل كفة الحسنات ثقيلة جداً، منها (?):
أ ـ حسن الخلق: قال صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء" (?).