وعن حذيفة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول: اللهم باسمك أموت وأحيا، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور (?)، وعن جابر بن عبد الله قيل: يا رسول الله أنام أهل الجنة؟ قال: لا النوم أخو الموت والجنة لا موت فيها (?).
تاسعاً: الفطرة تدل على البعث: فالله تعالى فطر الأنبياء على الإحساس بوجود عالم آخر بعد الموت، وهذا من أقوى الأدلة على وجود اليوم الآخر، لأن الله تعالى إذا أراد أن يقنع بني الإنسان بأمر ما فإنه يغرس فكرة الاقتناع به في فطرهم، ولذا فإن الإنسان يشتاق إلى حياة خالدة ولو في عالم غير هذا العالم، وهذا الإحساس شائع في نفوس البشر بحيث لا يمكن النظر إليه باستخفاف، ولذلك جاءت الأديان السماوية مبشرة بحياة أخرى بعد الموت وجعلت مصير كل إنسان مرتهناً بما قدمت يداه في الدنيا، وهذا مما يكسب زيادة إيمان بربه وبما جاءت به الرسل، فيقدم الأعمال الصالحة استعداداً بها ليوم الميعاد (?).