6ـ وأحياناً يخبر أنه وعد الصادق وخبر لازم وأجل لاشك فيه، قال تعالى:" إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ" (هود، آية: 103، 104).
7ـ وفي بعض الأحيان يخبر عن مجيئه واقترابه، قال تعالى:" أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" (النحل، آية: 1) (?).
8ـ وفي مواضع أخرى يمدح نفسه تبارك وتعالى بإعادة الخلق بعد موتهم ويذم الآلهة التي يعبدها المشركون بعدم قدرتها على الخلق، كقوله تعالى:" أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (النمل، آية: 64).
9ـ وبين في مواضع أخرى أن هذا الخلق وذاك البعث الذي يعجز العباد ويذلهم سهل يسير عليه، قال تعالى:" مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ" (لقمان، آية: 28).
وقال تعالى:" أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ" (القيامة، آية: 3، 4) (?).
فالنوم أخو الموت، بل هو موتة صغرى، فالله تعالى يتوفى الأنفس بالموت وبالنوم، فالقادر على إرجاع نفس النائم له بعض قبضها، قادر على إرجاع نفس الميت له بعد قبضها، قال تعالى: " اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (الزمر، آية: 42).