ومن هذا الباب يمكن الاستدلال على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين، ثم قال: وهم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً ورفع ليتاً، قال: وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله، قال: فيصعق ويصعق الناس (?).

وأصغى في الحديث: يعني: أمال. (والليت) صفحة العنق، فهذا التسمع والاصغاء يدلنا على أن بداية النفخة ليست كنهايتها في القوة والشدة، حتى أن الصوت لم يشمل كل الناس عند بدايته (?)، كما نجد في نص الحديث: وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله. فلو كانت بدايتها (بالصعقة) المميتة لمات الناس على أثرها، ولما بقي فسحة لهذا التسمع والاصغاء وكأن الصوت يبدأ رويداً ثم يمضي في التدرج الصاعد، إلى أن يملأ الكون دوياً وأرعاداً، مصحوباً بالزلزلة العظيمة، وذلك التدرج في النفخ والمد والتطويل أدعى لتصعيد حدة الخوف، وإيقاع الرهبة في نفوس شرار الخلق الذين يعذبهم الله في الدنيا بأحداث الساعة ما شاء له أن يعذبهم، إلى أن يأمر بنفخة الصعق فيصعقون (?).

1ـ انتظار إسرافيل الأمر بالنفخ في الصور: قال ر سول الله صلى الله عليه وسلم: إن طَرْف صاحب الصور منذ وكلَّ به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، كأن عينيه كوكبان دُرّيان (?).

2ـ كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن؟: قال صلى الله عليه وسلم: كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن، وحنى جبهته، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ، فينفخ، قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل، توكلنا على الله ربنا (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015