ويخبر عن نفسه أنه يسمع السر واخفى والسر ضد الجهر، وما هو أخفى من السر فهو الخطرات التي لا يعيها صاحبها، ولا يدركها، والمعاني المكنونة لا يحيط المرء بها حتى عن نفسه وذاته، فهناك عالم الأسرار وهناك عالم اللاشعور واللاوعي وهناك الخفايا الخلقية التي لم يصل إليها العلم، وهناك الخفايا المستقبلية، فهو مع علوه وإستوائه على عرشه محيط بذلك كله، لا تخفى عليه خافية ولذا سمَّي نفسه بذي المعارج " من الله ذي المعارج " وفسَّره بقوله: " تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ " (المعارج، آية: 4) وذكر نزول الملائكة والروح ونزول الوحي، كما ذكر ارتفاع الأشياء وصعودها إليه " إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ " (فاطر، آية: 10) " بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ " (النساء، آية: 158)

قال الشاعر:

إذا ضاقت بك الأحوال يوماً ... فثق بالواحد الصمد العليِّ (?)

إثبات صفة الوجه

إثبات صفة الوجه: نثبت لله صفة الوجه بدون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وهو وجه يليق به سبحانه قال تعالى: " وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " (الرحمن، آية: 27) وقال تعالى: " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " (القصص، آية: 88) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها (?).

إثبات صفة اليدين

إثبات صفة اليدين: قال تعالى: " بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ " (المائدة، آية: 64)، وقال تعالى: " مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ " (سورة ص، آية: 75).

وقال صلى الله عليه وسلم: إن المقسطين على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين، والذين يعدلون في أهلهم، وحكمهم، وما ولوا (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015