علو الله على خلقه

علو الله على خلقه: إن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ووصفه بذلك محمد خاتم الأنبياء وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة الفقهاء وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين وجمع الله عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزاً في طباع الخلق أجمعين فتراهم عند نزول الكرب بهم يلحظون السماء بأعينهم ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم وينتظرون مجيء الفرج من ربهم وينطقون ذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته أو مفتون بتقليده واتباعه على ضلالته (?)، قال تعالى: " تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ " (المعارج، آية: 4)، وقال تعالى: " وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ " (الأنعام، آية: 18)، وجميع معاني العلو ثابتة له سبحانه علو الذات، وعلو القدرة، وعلو القهر والغلبة، وعلو الحجة، فهو علو ذات وعلو صفات ولذا وصف نفسه بأنه " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " (طه، آية: 5)، فالعلو الكامل له وحده سبحانه، والعلو الدائم له وحده سبحانه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه (?). ومن علوه أن جعل الرفعة والعلو لكتابه ولدينه ولأوليائه الصادقين كما قال تعالى: " قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى " (طه، آية: 68)، وقال: " وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ " (الزخرف، آية:4) وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين (?). ومع علوه سبحانه فهو القريب مجيب سميع، ولذا يناديه العبد نداءً خفياً " إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا " (مريم، آية:3).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015