وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في صفة اليد الإفراد والتثنية والجمع ففي الإفراد مثل قوله تعالى: " تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ " (الملك، آية: 1)، وفي التثنية كقوله تعالى: " بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ " (المائدة، آية:64)، وفي الجمع كقوله تعالى: " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا " (يس، آية: 71). والتوفيق بين هذه الوجوه أن نقول: الوجه الأول مفرد مضاف فيشمل كل ما ثبت لله من يد ولا ينافي الثنيتين وأما الجمع فهو للتعظيم لا لحقيقة العدد الذي هو ثلاثة فأكثر وحينئذ لا ينافي التثني على أنه قد قيل إن أقل الجمع اثنان، فإذا حمل الجمع على أقله فلا معارضة بينه وبين التثنية أصلاً (?).

اثبات صفة العين: واثبات صفة العين على ما يليق بالله تعالى ولا يفهم منها أن العين لله جارحة كأعيننا بل له سبحانه وتعالى عين حقيقية تليق بعظمته وجلاله وقِدَمه وللمخلوق عين حقيقية تناسب حاله وحدوثه وضعفه وهذا شأن جميع الصفات التي فيها المشاركة اللفظية مع صفات المخلوق (?)، والعين صفة لله تعالى بلا كيف، وهي من الصفات الخبرية الذاتية قال تعالى: " وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي " (طه، آية: 39)، وذكر العين مفردة لا يدل على أنها عين واحدة فقط لأن المفرد المضاف يراد به أكثر من واحد مثل قوله تعالى: " وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا " (ابراهيم، آية: 34)، وقال تعالى: " تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا " (القمر، آية: 14)، وهنا ذكرت بصيغة الجمع مضافة إلى ضمير الجمع (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015