إثبات صفة الكلام

إثبات صفة الكلام: أهل السنة متفقون على أن الله يتكلم بمشيئته، وأنه لم يزل متكلماً إذا شاء وكيف شاء (?)، قال تعالى: " مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ " (البقرة، آية: 253)، وقال تعالى: " وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا " (النساء، آية: 164). فلله عز وجل من صفاته صفة الكلام وهي صفة قائمة به غير بائنة عنه، لا إبتداءً لا تصافه بها ولا إنتهاءً، يتكلم بها بمشيئته واختياره وكلامه تعالى أحسن الكلام، ولا يشابه كلام المخلوقين، وإذا الخالق لا يقاس بالمخلوق ويكلم به من شاء وبغيرها ويسمعه على الحقيقة من شاء من ملائكته ورسله، ويسمعه عباده في الدار الآخرة بصوت نفسه، كما كلم موسى وناداه حين أتى الشجرة بصوت نفسه فسمعه موسى، كما أن كلامه تعالى لا يشبهه كلام المخلوقين فإن صوته لا يشبه أصواتهم وكلماته تعالى لا نهاية لها ومن كلامه القرآن والتوراة والإنجيل، فالقرآن كلامه، سوره وآياته وكلماته (?)، والقرآن الكريم غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود فهو كلام الله وحروفه ومعانيه، والدليل أنه من كلام الله قوله تعالى: " وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ " (التوبة، الآية: 6).

والقرآن منزل من عند الله تعالى: " تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ " (الفرقان، الآية: 1) والقرآن غير مخلوق والدليل قوله تعالى: " أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ " (الأعراف، الآية: 54) فجعل الأمر غير الخلق والقرآن من الأمر لقوله تعالى: " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا " (الشورى، آية: 22)، وقوله: " ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ " (الطلاق، آية: 5).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015