أنظر إلى الأرض كيف دحاها، وأخرج منها ماءها ومرعاها، والجبال أرساها، هذه البحار، هذه الأنهار، هذا الليل، هذا الصبح، هذا الضياء، هذه الظلال، هذه السحب، هذا التناغم الساري في الوجود كله، هذا التناسق هذه الزهرة، هذه الوردة هذه الثمرة اليانعة، هذا اللبن السائغ، هذا الشهد المذاب، هذه النخلة هذه النحلة، هذه النملة هذه الدويبة الصغيرة المجهزة بالأرجل أو الشعيرات أو الملامسة والمرونة لتشق طريقها وتتعامل مع واقعها، هذه السمكة، هذا الطائر المغرد، والبلبل الشادي هذه الزاحفة، هذا الحيوان جمال لا ينفذ، وحسن لا ينتهي وقرة عين لا تنقطع (?)، " فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ " (الروم، آية: 17ـ 19).
الله سبحانه إله واحد ليس له شريك، وليس له مثيل في ذاته أو صفاته أو أفعاله كل ما في الكون من إبداع ونظام وانسجام يدل على أن مبدعه ومدبره واحد ولو كان وراء هذا الكون أكثر من مدبر وأكثر من منظم لأختل نظامه، واضطربت سننه " لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ " (الأنبياء، آية: 22).