قال تعالى: " فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ " (عبس، آية: 24ـ 32).

وقال تعالى: " قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ " (يونس، آية: 101).

فأين الأعين الناظرة، والقلوب المبصرة، والأذهان المتوقدة، والفطرة السليمة، والمشاعر الحية، والأحاسيس المرهفة؟ يا الله ما أروع هذا الكون وما أجمل هذا الوجود، إن المتأمل فيه يبهر بجماله، وروعة نظامه وعظمة إحكامه كل شيء فيه جميل ليله ونهاره، صبحه ومساؤه، أرضه وسماؤه، بدره وشمسه، حرّه وبرده، غيمه وصحوه، أخضره وأغبره، جباله وتلاله (?)، سهوله ووديانه، بره وبحره، كل شيء جميل، وكل شيء بديع وكل شيء متقن، وكل شيء متناسق وكل شيء منتظم، وكل شيء بقدر، وكل شيء بإحكام، من الذرة الصغيرة إلى الجرم الكبير، ومن الخلية الساذجة إلى أعقد الأجسام.

أنظر إلى الإنسان وروعة خلقه، وتباين أجناسه وتعدد لغاته وإختلاف نغماته، فهو جلّ وعلا قد أحسن كل شيء خلقه ومن أحسن مخلوقاته وأجملها الإنسان " وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ " (التغابن، آية: 3)، " يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ " (الإنفطار، آية: 6ـ 8)، قال تعالى: " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ " (التين، آية: 4).

أنظر إلى السماء وهيبتها والنجوم وفتنتها، والشمس وحسنها، والكواكب وروعتها، والبدر وإشراقه، والفضاء ورحابته، تأمل في السماء في ليلة حالكة وقد انتشرت فيها الكواكب وبثت فيها النجوم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015