4ـ المؤمن بهذه الكلمة، يعلم علم اليقين أنه لا سبيل إلى النجاة والفلاح إلا بتزكية النفس والعمل الصالح، أما المشركون والكفار فإنهم يقضون حياتهم على أماني كاذبة، فمنهم من يقول إن ابن الله قتل وصلب كفارة لذنوبنا عند أبيه ومنهم من يقول، نحن أبناء الله وأحباؤه فلن يعذبنا بذنوبنا، ومنهم من يقول، إنا سنتشفع عند الله بكبرائنا وأتقيائنا، ومنهم من يقدم النذور والقرابين إلى آلهته زاعماً أنه قد نال بذلك رخصة في العمل بما يشاء، أما الملحد الذي لا يؤمن بالله فيعتقد أنه حر في هذه الدنيا غير مقيد بشرع الله وإنما ا لهاه هواه وشهوته وهو عبدهما.
5ـ قائل هذه الكلمة لا يتسرب إليه اليأس، ولا يقعد به القنوط لأنه يؤمن أن الله له خزائن السموات والأرض ومن ثم فهو على طمأنينة وسكينة وأمل، حتى ولو طرد وأهين وضاقت عليه سبل العيش.
6ـ الإيمان بهذه الكلمة يربي الإنسان على قوة عظيمة من العزم والإقدام والصبر والثبات والتوكل حينما يضطلع بمعالي الأمور ابتغاء مرضاة الله، إنه يشعر أن وراءه قوة مالك السماء والأرض، فيكون ثباته ورسوخه وصلابته التي يستمدها من هذا التصور، كالجبال الراسية وأنى للشرك والكفر بمثل هذه القوة والثبات؟
7ـ هذه الكلمة تشجع الإنسان وتملأ قلبه جرأة، لأن الذي يجبن الإنسان ويوهن عزمه شيئان، حبه للنفس والمال والأهل، أو إعتقاده أن هناك أحداً غير الله يميت الإنسان، فإيمان المرء بلا إله إلا الله ينزع عن قلبه كل ذلك، فيجعله موقناً أن الله هو المالك الوحيد لنفسه وماله فعندئذ يضحي في سبيل مرضاة ربه بكل غال ورخيص عنده، وينزع الثاني بأن يلقي في روعه أنه لا يقدر على سلب الحياة منه إنسان ولا حيوان ولا غيره إلا إذا جاء أجله، من أجل ذلك لا يكون في الدنيا أشجع ولا أجرأ ممن يؤمن بالله تعالى فلا يكاد يخيفه أو يثبت في وجهه زحف الجيوش، ولا السيوف المسلولة، ولا مطر الرصاص ولا وابل القنابل.