ـ قال تعالى: " وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ " (البقرة، آية: 130).

فهذه الأخبار من الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم عن فعل ابراهيم عليه السلام من أجل الاقتداء به في الإخلاص والتوكل على الله وحده، وعبادة الله وحده والبراء من الشرك وأهله ومعاداة الباطل وحزبه (?).

والأمثلة على أن من لوازم لا إله إلا الله الولاء والبراء كثيرة، كقصة نوح مع نوح وزوجته، وغيرها من القصص.

لقد جمعت لا إله إلا الله صهيباً الرومي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي وأبا بكر العربي القرشي، وتوارت عصبية القبيلة والجنس والأرض وقال لهم صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها منتنة (?)، وقال ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية (?). وتبقى سيرة المصطفى وسيرة صحابته الأخيار منار هدى وإصلاح لمن سلك ذلك السبيل ورضى بذلك النهج القويم (?).

ثامناً: آثار الإقرار بـ (لا إله إلا الله):

إن لكلمة لا إله إلا الله آثاراً عظيمة في حياة المؤمن منها:

1ـ إن المؤمن بهذه الكلمة لا يكون ضيق النظر، بخلاف من يقول بآلهة متعددة، أو من يجحدها.

2ـ إن الإيمان بهذه الكلمة ينشيء في النفس من الأنفة وعزة النفس ما لا يقوم دونه شيء، لأنه لا نافع إلا الله ولا ضار إلا الله، وهو المحيي المميت وهو الحكيم القوي ملك الملك، ومن ثم ينزع من القلب كل خوف إلا منه سبحانه، فلا يطأطئ الرأس أمام أحد من الخلق، ولا يتضرع إلا إليه، ولا يتكفف له ولا يرتعب من كبريائه وعظمته، لأن لله وحده الكبرياء والعظمة والقدرة وهذا بخلاف المشرك والكافر والملحد.

3ـ ينشأ من هذه الكلمة، تواضع من غير ذل وترفع من غير كبر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015