يجد الباحث عن "الإيمان" في الخطاب القرآني ما ينشيء الإيمان البصير بالله ورسالاته ولقائه وجزائه، ويطارد الجحود والشك والنفاق، ويقيم الأدلة الناصعة على وجود الله تعالى، وعلى وحدانيته، وعظيم قدرته، وبالغ حكمته وواسع رحمته، وعلى بعثه رسله " مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ" (النساء، آية: 165).
وعلى عدالة الجزاء في الآخرة:" لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى" (النجم، آية: 31).
ويجلي له القرآن مصير المؤمنين نجاة وحياة طيبة في الدنيا، وفلاحاً في الآخرة، ومصير المكذبين: شقاء في الدنيا، وعذاباً في العقبى، الإيمان في القرآن يبني ولا يهدم، ويجمع ولا يفرق، ويسامح ولا يتعصب، فهو يوجب الإيمان بكل كتاب أنزل، وبكل نبي أرسل، قال تعالى:" كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ" (البقرة، آية: 285).
3ـ والحريص على "القيم الأخلاقية" يجد في القرآن ضالته وطلبته، وإذا كان موضوع الأخلاق هو "الخير" فالقرآن قد دل على "الخير" كما هدى إلى "الحق" وقد جعل فعل الخير إحدى شعب ثلاثة لمهمة المجتمع المسلم.
قال تعالى:" وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الحج، آية: 77).
ولكنه لم يكتف من المسلم بفعل الخير، بل طلب أن يدعو إليه ويدل عليه، قال تعالى:" وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ" (آل عمران، آية: 104).
4ـ وعاشق القيم الجمالية يجد في القرآن ما ينمي حاسته الجمالية، ويغذي شعوره الفني، وذلك بما لفت إليه القرآن الأنظار من الاستمتاع بجمال الطبيعة في السماء، " وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ" (الحجر، آية: 16).
وقال تعالى:" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ" (الملك، آية: 5).