وجمال الطبيعة في الارض ابتداء من جمال النبات، قال تعالى:" وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" (الحج، آية: 5).
وقال تعالى:" فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ" (النمل، آية: 60).
وجمال الحيوانات " وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ" (النحل، آية: 6).
وجمال الإنسان " وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ" (التغابن، آية: 3).
وجمال المخلوقات كلها " صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ" (النمل، آية: 88).
ووراء ذلك كله ما أحتواه أسلوب القرآن ذاته من جمال بياني معجز في نظمه ومعناه وفي شكله ومضمونه وصفه المشركون أنفسهم فقالوا: إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه (?)
من خصائص القرآن: أنه كتاب الزمن كله، وكتاب الإنسانية كلها وكتاب الدين كله وكتاب الحقيقة كلها، ومعنى أن القرآن كتاب الزمن كله: أنه كتاب الخلود، ليس كتاب عصر معين، أو كتاب جيل أو أجيال، ثم ينتهي أمده، بل القرآن هو الكتاب الباقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو الكتاب الصالح والمصلح لكل زمان ومكان (?)، مهما اختلقت العصور وتنوعت الحضارات، لا تبطل قيمته، بل لا يصلح إلا هو.
إن تعاليم القرآن موجهة للعالم بأسره، فهي للناس في شتى أرجاء العالم كافة، بغض النظر عن أصلهم، أنزلت إليهم لتدخل السرور والبهجة إلى قلوبهم، وتطهر نفوسهم، وتهذب أخلاقهم وتوجه مجتمعهم، وتستبدل سطوة القوي بالعدل والأخوة، وقد أكدّ الله عز وجل أن في القرآن حلولاً لجميع قضايا البشر " وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ" (النحل، آية: 89).