ـ قوله تعالى:" وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ" (هود، آية: 17).

قوله تعالى:" وَمَن يَكْفُرْ بِهِ" أي: بالقرآن ولم يُصدق بتلك الشواهد الحقة.

وقوله" فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ" أي: في شك من أمر القرآن وكونه من عند الله عز وجل (?).

وفيه تعريض بغيره صلى الله عليه وسلم، لأنه معصوم عن الشك في القرآن (?).

وقوله تعالى:" إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ" أي: القرآن حق من الله تعالى لا مرية ولا شك فيه.

وقوله تعالى:" وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ" أي: إما جهلاً منهم وضلالاً، وإما ظلماً وعناداً وبغياً وإلا فمن قصده حسناً، وفهمه مستقيماً، فلابد أن يؤمن به، لأنه يرى ما يدعوه إلى الإيمان من كل وجه (?).

ـ وقال تعالى:" قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ" (سبأ، آية: 48 ـ 49).

وقوله تعالى:" قُلْ جَاء الْحَقُّ" أي: وهو الإسلام والقرآن (?)، فهذا القرآن العظيم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق: الحق القوي الذي يقذف به الله تعالى، فمن ذا يقف للحق الذي يقذف به الله تعالى؟

وكأنما الحق قذيفة تصدع وتخرق وتنفذ ولا يقف لها أحد في طريق، يقذف بها الله تعالى علّام الغيوب، فهو يقذف بها عن علم، ويوجهها على علم، ولا يخفى عليه هدف، ولا تغيب عنه غاية، فالطريق أمامه تعالى مكشوف ليس فيه ستور (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015