ومن خلال تسمية القرآن الكريم باسم الحق تبرز عظمته ومنزلته العالية، فلابد أن يؤمن الناس لهذا الحق الأوحد ويستجيبوا له، لأن مصدره هو الإله الأوحد جلّ جلاله (?).
قال تعالى:" قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ" (ص، آية: 67 ـ 68).
أي: خبر عظيم وشأن بليغ، وهو إرسال الله إياي إليكم " أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ" أي: غافلون. في قوله عزّ وجلّ " قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ" يعني: القرآن (?).
وقال تعالى:" عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ" (النبأ، آية: 1 ـ 2).
ولاشك بأن القرآن نبأ عظيم، فمنذ إيجاد البشرية، وتكوينها، ما رأت ولا سمعت بمثل هذا القرآن العظيم فهو عظيم في اسلوبه، وعظيم في روعته، وعظيم في معناه، وعظيم في جمال تركيبه، وعظيم في وعده ووعيده وعظيم في أحكامه، وعظيم في أمره ونهيه، وعظيم في أخباره وقصصه وأمثاله (?).
قال تعالى:" هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ" (إبراهيم، آية: 52).
فلما بين البيان المبين في هذا القرآن قال في مدحه " هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ" أي: يتبلغون به ويتزودون إلى الوصول إلى أعلى المقامات، وأفضل الكرامات لما اشتمل عليه من الأصول والفروع وجميع العلوم التي يحتاجها العباد "وَلِيُنذَرُواْ بِهِ" لما فيه من الترهيب من أعمال الشر وما أعد الله لأهلها من العقاب (?).
قال تعالى:" وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا" (الشورى، آية: 52).