فاستحق بذلك أن ينوه الله تعالى بوفائه هذا فقال:" وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى".

وفّى بجميع ما أمره الله به من التكاليف الشرعية (?).

وكذلك نبي الله يوسف عليه السلام فإن خُلق الوفاء حمله على أن ينسى ما عمله إخوانه معه من مكر وخديعة بحيث كانوا يهدفون إلى أن يلقوه حتفه حينما ألقوه في غيابة الجُبّ، ناهيك عما أورثوه أباهم نبي الله يعقوب عليه السلام من حزن عميق على فقد ابنه يوسف عليه السلام حتى ابيضت عيناه من الحزن، ومع ذلك فلمّا وفد إليه إخوانه بعد أن مكنه الله من خزائن الأرض، قال تعالى:" أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ" (يوسف، آية: 59).

هذا هو الوفاء بحقوق الناس عامة، والإخوان والأرحام منهم خاصة، وهذا هو الخلق الكريم اللائق من نبي كريم، ولا ريب فهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم (?)

6ـ ما أعده الله لأهل الوفاء من الأجر والجزاء:

قال تعالى:" إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا" (الدهر، آية: 5 ـ 7).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015