ونجد تركيز شعيب على معالجة هذا الإنحراف المتأصل في قومه بأساليب مختلفة، شملت الأمر والنهي والترغيب والترهيب.
وقد كان لقوم شعيب معاملات أخرى جائزة غير نقص المكيال والميزان وذلك أمر متوقع ممن يمارس هذا العمل ونجد شعيباً يذكر هذه المعاملات في جملة من الأمور التي نهاهم عنها وهي:
أ ـ بخس الناس أشياءهم: وذلك في قوله تعالى:" وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ" (الأعراف، آية: 85).
والبخس في الأصل هو النقص، ومن أحسن ما قيل في حدِّه قول ابن العربي رحمه الله: البخس في لسان العرب هو النقص بالتعييب والتزهيد، أو المخادعة عن القيمة أو الاحتيال في التزيد في الكيل أو النقصان منه (?).
فالبخس على هذا أعم من نقص الميزان والمكيال، فإنه يكون في المكيل والموزون وغيرهما كالمعدودات، والمقدرات فيعم كل تصرف يُقصد منه انتقاص حقوق الناس، ولذلك صور كثيرة لا تنقضي (?).
ب ـ الفساد في الأرض: وقد ورد في قوله:" وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا" (الأعراف، آية: 85).
وقوله " وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ" (هود، آية: 85).
والفساد في الأرض أعمّ من كل ما سبق، فيدخل فيه كل معصية كانوا يعملونها، من عبادة غير الله، ونقص المكيال والميزان وبخس الناس حقوقهم وغير ذلك (?).