وتحدث القرآن الكريم عن شعيب عليه السلام مع قومه، فقد كان قومه بحكم موقع بلادهم الجغرافي يتحكمون في طرق التجارة الموصلة بين شمال الجزيرة وجنوبها، وبين مصر والشام وبلاد العراق، فكانوا يفرضون على الناس ما شاءوا من المعاملات التجارية الجائرة، سعياً إلى جني الربح الفاحش، دون مراعاة لما يقع على غيرهم من الظلم والغبن، وقد شاعت فيهم هذه المعاملات حتى صارت أمراً متعارفاً عليه عندهم، فلما بعث الله شعيباً عليه السلام استهل دعوته بمحاربة ما كانوا عليه من عبادة الاصنام والأوثان، ثم ثنى بمحاربة تلك المعاملات الجائرة، ومن أبرزها نقص الميزان والمكيال (?).

قال تعالى:" وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (الأعراف، آية: 85).

ولهذه الآية نظائر في سورة هود، قال تعالى:" وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ * وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ" (هود، آية: 83 ـ 84).

وقال تعالى في سورة الشعراء " أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ" (الشعراء، آية: 181).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015