ــ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدَّابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه (?).

ــ ومن حديث عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال: قُدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي، فإذا امرأة من السبي تسعى قد تحلب ثديُها، إذا وجدت صبياً في السبي أخذته وألصقته ببطنها وأرضعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أرحم بعباده من هذه بولدها (?).

3 ـ حض المؤمنين على التحلي بها:

ندب الله تعالى عباده إلى التحلي بالرحمة، وحثهم علبها في بعض مواطنها لكبير أهميتها في تلك المواطن لينالوا أجرها وعظيم ثوابها، وذلك كالرحمة بالوالدين اللَّذين عظم الله شأنهما وقرن شكرهما بشكره، وطاعتهما بطاعته، فكانت الرحمة عند الكبر محتَّمة حيث قال تعالى: " وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" (الإسراء، آية: 24).

وقد قال الله جل ذكره في شأن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ" (الفتح، آية: 29).

ــ كما أثبتها يلازمها لهم ولمن اتصف بصفاتهم بقوله سبحانه: " مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ" (المائدة، آية: 54).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015