ــ وقال تعالى على لسان ملائكته الكرام: " رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ" (غافر، آية: 7).

ــ وقال تعالى تعليماً للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين إن هم كذبوه: " رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ" (الأنعام، آية: 147).

ولقد قرر الله تعالى في كتابه الكريم أن الرحمة صفته الثابتة التي لا تزول عنه أبداً، كما قال سبحانه: " كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ" (الأنعام، آية: 54).

وقد ظهرت آثار رحمته في الخليقة كلها، فما من أحد مسلم أو كافر إلا وعليه من آثار رحمته في هذه الدنيا فيها يتعايشون ويؤاخون، ويوادُّون، وفيها يتقلَّبون لكنها للمؤمنين خاصة في الآخرة لاحظ للكافرين فيها (?).

2 ـ من مظاهر رحمته بخلقه:

وقد كانت أجل مظاهر رحمة الله تعالى أن بعث لهم رسله تترى، ثم بعث خاتم أنبيائه وسيد رسله وصفوته من خلقه محمد بن عبد الله صلوات الله وسلمه عليه الذي أمتن به على الأمة وكشف به الظلمة وأزاح به الغمة، وجعله رحمة للعالمين أجمعين، كما قال تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" (الأنبياء، آية: 107).

وكما قال تعالى: " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" (التوبة، آية: 128).

ــ وقد حدَّث النبي صلى الله عليه وسلم عن رحمة الله تعالى ومبلغ سعتها وكنهها، فقال: "إن الله لمَّا قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015