وقال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" (التوبة، آية: 23 ـ 24).

لابأس أن يحب الرجل أسرته، ويحب قومه وعشيرته وشعبه ولكن إذا تعارض ذلك مع حب الله ورسوله فإن حب الله ورسوله أغلى من كل شيء هنا يتغنى المسلم بقول القائل:

أبي الإسلام لا أب لي سواه ... إذا افتخروا بقيس أو تميم (?)

الثالث عشر: السماحة:

السماحة أول أوصاف الشريعة وأكبر مقاصدها والسماحة سهولة المعاملة فيما اعتاد الناس فيه المشادة، فهي وسط بين الشدة والتساهل، ولفظ السماحة هو أرشق لفظ يدل على هذا المعنى، يقال سمح فلان إذا جاء بمال له. قال المقنع الكندي:

ليس العطاء من الفضول سماحة

حتى تجود وما لديك قليل

فالسماحة أخص من الجود، ولهذا قابلها زياد الأعجم بالندى في قوله:

إن السماحة والمروءة والندى

قي قُبَّةٍ ضُربت على ابنِ الحَشْرَج

فتدل السماحة على خلق الجود والبذل، وفي الحديث عن جابر ابن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015