ولهذا لا يجوز أن تقول في تعبيرنا: الأمم الإسلامية، بل الأمة الإسلامية فهي أمة واحدة كما أمر الله، وليست أمماً متفرقة كما أراد الإستعمار وهي أمة ذات شعوب كما قال تعالى:" وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" (الحجرات، آية: 13)، فلا بأس أن نقول الشعوب الإسلامية بدل "الأمم الإسلامية" (?).

ومن المفيد هنا أن ننبِّه على قضية ذات شأن وهي: أن الإيمان بـ"الأمة" المؤسسة على عقيدة الإسلام وأخوة الإيمان، والتي تضم جميع المسلمين في رحابها حيث كانوا ـ لا ينفى أن هناك خصوصيات معينة لكل قوم يعتزون بها، ويحافظون عليها، ولا يُفرِّطون فيها، ولا مانع من ذلك إذا لم تتحول إلى عصبية عرقية تقاوم إخوة الإسلام أو إلى نزعة إنانية انفصالية تهدد وحدة دولة الإسلام.

ولقد ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده القبائل تقاتل تحت راياتها الخاصة في ظل القيادة الإسلامية العامة، ليكون ذلك مصدراً إضافياً لحماسهم وإقدامهم حتى لا يجلبوا العار على أقوامهم وعشائرهم.

إن حب الرجل لقومه وعشيرته ورغبته في جلب الخير لهم، ودفع الشر عنهم: نزعة فطرية لا غبار عليها، ولا خطر فيها، كما لا خطر في حبه لأسرته، واهتمامه بها.

إن الخطر إنما يتمثل فيما إذا وقفوا موقفاً معادياً للإسلام وحادّوا الله ورسوله، هنا تحرم الموادة والموالاة ولو كانت لأقرب الناس للإنسان، كأمه وأبيه وبناته وبنيه وزوجه وأخيه، قال تعالى:" لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ" (المجادلة، آية: 22).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015