ومن وسطية شاملة جامعة، وسطية في الاعتقاد والتصور ووسطية في الشعائر والتعبد ووسطية في الأخلاق والسلوك، ووسطية في النظم والتشريع ووسطية في الأفكار والمشاعر، وسطية بين الروحية والمادية، بين المثالية والواقعية، بين العقلانية والوجدانية، بين الفردية والجماعية بين الثبات والتطور (?).
إنها الأمة التي تمثل "الصراط المستقيم" بين السبل المتعرجة والملتوية، صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين لا صراط المغضوب عليهم ولا الضالين.
3 ـ الدعوة:
والوصف الثالث: الدعوة فهي أمة دعوة ورسالة وليست أمة منكفئة عن نفسها تحتكر رسالة الحق والخير والهداية لذاتها، ولا تعمل على نشرها في الناس، بل الدعوة فريضة عليها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الإيمان بالله أساس تفضيلها على كل الأمم.
إن رسالة الإسلام رسالة عالمية رسالة لكل الأجناس، ولكل الألوان، ولكل الأقاليم، ولكل الشعوب، ولكل اللغات.
قال تعالى:" تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا" (الفرقان، آية 1).
وقال تعالى:" قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا" (الأعراف، آية: 158).
4ــ الوحدة:
والوصف الرابع: الوحدة: فالأمة التي يريدها الإسلام أمة الوحدة، وإن تكونت من عروق وألوان وطبقات فقد صهرها الإسلام جميعاً في بوتقته، وأذاب القوارق بينها وربطها بالعروة الوثقى لا انفصام لها.
ــ قال تعالى:" إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء، آية: 92).
ــ وقال تعالى:" وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ" (المؤمنون، آية: 52).