وفي المبحث السادس: تكلمت عن سنة الله في الأخذ بالأسباب وأشرت إلى الأخذ بالأسباب في القرآن الكريم، كالأسباب التي اتخذها ذو القرنين للتمكين لدين الله عز وجل، كالدستور العادل والمنهج التربوي للشعوب، والاهتمام بالعلوم المادية والمعنوية وتوظيفها في الخير وفقهه في احياء الشعوب وأخلاقه القيادية، وكالأسباب التي اتخذها سليمان، كفقه في إدارة الدولة من دوام المباشرة لأحوال الرعية، وعمل قوانين تضبط الأمور، والاهتمام بالأجهزة الأمنية، وبنصر دعوة التوحيد والترفع عن حطام الدنيا والمقدرة على اتخاذ القرار الصحيح، والاستفادة من المهارات والمواهب، كما كان الحديث عن الأسباب والتوكل وبيان أن القول بالتنافي بين التوكل والأخذ بالأسباب جهل بالدين، وأهمية التوازن بين مقامي التوكل والأخذ بالأسباب وعن العلاقة بين الأسباب والمسببات، وتأثير السبب في المسبب، وشرح حديث رسول الله صلى عليه وسلم: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وعلاقة الجزاء الأخروى بالأسباب، والحث على طلب الأسباب في الأمور المكفولة، ومراعاة صورة الأسباب في الخوارق، وتهيئة الأسباب لوقوع مراد الله عز وجل، وكون الأسباب تعمل مع تحقق الشروط وانتقاء الموانع، وبيان أن إنكار قانون السببية يؤدي إلى إبطال حقائق العلوم، وشرح مقولة منازعة الأقدار بالأقدار، والعلاقة بين الدعاء والقدر.